القفزية Leapfrogging
هذه المقالة سُمعت من الأستاذ الدكتور حسنى عبدالرحمن
الشيمى (أستاذ المكتبات والمعلومات والوزير المفوض بجامعة الدول العربية سابقاً) فى
محاضرة ألقاها على طلاب قسم دراسات المعلومات بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر
القفزية
القفزية
وهى القدرة على تجاوز التجارب البحثية والتطبيقات السابقة ومن ثم توفير
الوقت والتكلفة المصاحبة وهى ليست مرادفا للحركة الهوجاء أو الالقاء فى التهلكة أو
الاستعراض المظهرى انها اشبة بالقفزة المحسوبة فى الرياضة البدنية , فليس حتما من
منطلق التطور ان يعيد البلد تجربة البلدان المتقدمة بحرفيتها , وأن يمر بمراحل
التطور التى مرت بها تلك البلدان , وبالتالى يجب على البلدان النامية ان تنطلق تواً
نحو أحدث التطورات , صحيح ان بعض الهياكل التقنية الجديدة لا يمكن ان تتطور وتنمو
اذا لم تكن هناك أرضية علمية تقنية تقليدية احيانا , ولكن هذا لا يصدق على سائر
الهياكل التنظيمية ولا يصدق على سائر ميادين البحث العلمى , وتعطينا البيئة
الاتصالية الحالية مثلا مبسطا للتطبيق فعند الشروع فى تطبيق نظام اتصالى يقوم على
استخدام البريد الالكترونى فى احدى المناطق النائية ( التى توفرت لها الكهرباء
وخطوط الهاتف ) ليس هناك ما يلزم احد ان يبدأ بتوصيل الرسائل بالحمام الزاجل أو
ركوب الدواب لينتقل بعد ذلك الى القطارات ثم يحتفل فى نقلة اكثر سرعة باستخدام
الطائرات قبل تبادل الرسائل بالبريد الالكترونى فترتيب هذه الوسائل ليس ترتيب عضوى
بمعنى التلازم السُلمى بوقف كل درجة من السلم على ما قبلها بل يمكن القفز مباشرة
الى استخدام البريد الالكتروني دون المرور بهذه المراحل .
ومن الامثلة الشائعة التى يمكن اعتبارها مثلا للقفزية تجربة ماليزيا
فقد انجزت فى زمن قياسى ما يشبة المعجزة فى الانتقال بمجتمع ريفى بسيط محدود
الموارد الطبيعة الى اقتصاد قائم على المعرفة , وذلك بفضل حكمة رائد نهضتها
الحديثة محمد مهاتير() فالذى حدث فى ماليزيا يدل على انها اخذت ابحاث ونتائج الدول
الاخرى وقامت بتطويرها وتحديثها ولم تبدأ من الصفر بل بدأت من حيث انتهى الاخرون
وبالتالى وصلت الى مكانه عالية فهى بالتالى استطاعت ان تتجاوز التجارب البحثية
والتطبيقية وهذه هى القفزية .
وهناك من يرى ان هذا النمط التنموى " القفزية " يمكن اتباعه
فى انشاء شبكات الاتصالات الا انه لا يمكن اتباعه فى المجالات ذات البعد الاجتماعى
مثل محو الامية واصلاح التعليم والارتقاء بمستوى الخدمات الصحية وانتاج المحتوى
الرقمى , ورغم ذلك هناك فرص عديدة للابداع الاجتماعى لضغط المراحل() , ومن هذا
يمكن القول ان القفزية تصلح فى بعض المجالات دون الاخرى .
ما شاء الله تبارك الله لاقوة الا بالله ...زادك الله تعالى معرفة وعلما وحرصا وخلقا....لقد استفدت كثيرا من هذه المعلومات القيمة
ردحذفنقل موفق لموضوع قيِّم ، بارك الله فيك أستاذ عبد الرحمن .
ردحذفشكرا معلمتى الفاضلة الأستاذة الدكتورة أمانى الرمادى
حذف